رسم المؤلفون اليونانيون والرومان صورة لبابل نادراً ماكانت صحيحة، لأن معلوماتهم كانت غالباً منقولة عن طرف ثالث وكانت سلبية بشكل عام.

كتب كوينتوس كورتيوس روفوس مايلي (تاريخ الإسكندر الكبير، الكتاب الخامس ١، ٣٨):

"لا شيء أكثر فساداً من أخلاق بابل، لا شيء أفضل لإثارة وإغواء العواطف المعتدلة ".

لكن هؤلاء المؤلفين أنفسهم جعلوا العاصمة البابلية مسرحاً للمنشآت الضخمة (الأسوار، القصر الملكي، المعابد). وهكذا كانت بابل المدينة الوحيدة في الشرق التي ضمت أعجوبة عالمية متمثلة بحدائقها المعلقة المذهلة. وأصبح معلوماً أن هذه الأوصاف الرائعة كانت نتيجة لخلط العديد من التقاليد التاريخية التي تربط أعمال ملوك آشور ونينوى (في القرنين الثامن والسابع قبل الميلاد) بما بناه ملوك بابل في القرن السادس.

بابل هي المكان الذي تقام فيه أيضاً العديد من الروايات اليونانية واللاتينية إلا أنها كانت أقل تميزاً، باستثناء كونها مكان تجمع كبير للسكان الحضريين، حيث تجري فيها المغامرات النادرة والفردية كما هو الحال في كيرياس وكاليرهوي، أو بيراموس وثيسبي. أما قصة نينوس وسميراميس فهي تعتبر من الأحداث الأكثر تماشياً مع الواقع الشرقي. أما من جهة الفلاسفة والعلماء، تذكر بابل على أنها مركز المعرفة الموقر الذي يمثل غالباً المرحلة التأسيسية، كمصر أو الهند: تمرن طاليس وديموقريطس من خلال اتصالهم مع علماء الكلدان، وقضى فيثاغورس اثنتي عشرة سنة في بابل في نهاية القرن السادس قبل الميلاد.