إنوما أنوإنليل

كانت العرافة تقليداً معرفياً سائداً على نطاق واسع في بلاد الرافدين، وكثير الحضور في مجموعات نصوص المكتبات. كان الحصول على التنبؤات يتم من خلال قراءة العلامات الأرضية أو السماوية المشؤومة. وكان بإمكان الكتبة المكلفين بالبحث عن هذه التنبؤات وتحليلها أن يشيروا إلى مجموعات مختلفة من النصوص المرجعية (وتسمى أيضاً "سلاسل") وفقاً لاختصاصهم. كان علم التنجيم أحد أهم المجالات الكبرى للعرافة، وكان مؤلفه الرئيسي يسمى إنوما أنو إنليل ("حينما أنو وإنليل"). مثل أية سلسلة رافدية، تمت تسميتها بإعطائها الكلمات الأولى من النص. كان المنجم يحمل لقب "كاتب إنوما أنو إنليل".

كانت هذه السلسلة، الوارد ذكرها منذ نهاية الألف الثاني قبل الميلاد حتى الفترة السلوقية، تتألف من 70 رقيم (لوح) تجمع حوالي ٧٠٠٠ نبوءة. كانت التنبؤات منظمة ضمن أربعة أقسام، يرتبط كل قسم منها بآلهة. وبذلك، كان يمكن للمرء أن يميز مراقبة القمر (سين)، والشمس (شمش)، والظواهر الجوية (حدد)، وأخيراً الكواكب والنجوم الثابتة (عشتار).

مثال على ممارسة العرافة

كانت ممارسة العرافة هذه، أي علم التنجيم، تجري من خلال قراءة مختلف الإشارات السماوية (شروق الشمس، غروب الشمس، وضوح الرؤية، اقتران الأجرام، والطوالع ...). كانت التفسيرات الناجمة عنها ترمي إلى التنبؤ بظواهر الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية للمملكة أو توجيهها (أي مسألة تتعلق بالملك، وكذلك الفيضانات المحتملة أو الأوبئة على سبيل المثال). انطلاقاً من نهاية القرن الثامن قبل الميلاد، يشهد تنظيم شبكة من محطات المراقبة في طول الإمبراطورية وعرضها، وذكر التنبؤات السماوية في نقوش ملكية على الأهمية المتزايدة لعلم التنجيم في اتخاذ القرارات الصادرة عن السلطة الملكية الآشورية.

الرقيم (اللوح) 8 من إنوما أنو إنليل المكتشف في الإيزيدا

ان الرقيم (اللوح) 8 المكتشف ضمن ودائع الإيزيدا ينتمي إلى القسم الأول من التنبؤات، القسم المخصص لتجليات إله القمر. كانت تتطرق على نحو أخص إلى ظواهر الهالات، مولية بذلك الانتباه إلى وجودها ومظهرها:

إذا كان القمر محاطاً عند ظهوره بهالة من النجوم، فسيحدث هجوم للجراد على المحاصيل، وستفسد الأرض من جراء ذلك. (...) إذا كان القمر عند ظهوره محاطاً بهالة من العاصفة، فسوف يسقط البرد ولكن حدد لن يدمر.

ترجمة لويز نوفيل Louise Neuville

الشركاء والمؤلفون