تراجعت ثقافة العبيد في شمال بلاد الرافدين في منتصف الألفية الخامسة، وانقسم المشهد الثقافي في هذه الفترة التي تسمى العصر الحجري النحاسي المتأخر ـ ١.

مرحلة شمال بلاد الرافدين

تقوم مجتمعات شمال بلاد الرافدين، في نفس الأفق الثقافي، باعتماد آليات خاصة للتطور تتميز بطابعها الإقليمي. تتميز كل "منطقة فخارية" بتقاليد محلية إلا أن جميعها يتميز بالاختفاء التدريجي للزخارف المرسومة وهيمنة الفخار ذو السطح الخشن. وفي المجال المعماري، استمر البناء حسب المخطط ثلاثي الغرف، الموروث عن ثقافة العبيد وبشكل متطور.

مجتمع منقسم

اختفت المباني العبيدية الضخمة وحلت محلها منازل رؤساء القبائل الذين يحتكرون احتياطيات الغذاء.
وتنحصرالسلطة في أيدي عدد قليل من الأفراد. أضحى هذا المجتمع المنقسم مسرحاً للمنافسة بين القادة أو الطامحين. تم تمييز هذه الظاهرة في تجمعات قروية مثل تبة غاورا. وغدت القاعات الكبيرة لمساكن النخبة كأماكن للاجتماعات والاستقبال. واحتوت تلك الأخيرة على العديد من الأواني (زبديات كوبة) التي تدل على ظهور ممارسة إعادة التوزيع النموذجية في بلاد الرافدين.

برزت في العصر الحجري النحاسي المتأخر-١ ظاهرة التفاوت الاجتماعي بشكل لا سابق له، معلنةً بداية المجتمع الحضري الباكر.

الشركاء والمؤلفون