عندما أُعلن القائد العسكري البارز أورليان امبراطوراً من قبل جحافل الدانوب في أيلول من العام ٢٧٠، كانت زنوبيا تأمل (على ما يبدو) بتقاسم السلطة على رأس الإمبراطورية كما كانت الحال مراراً في السابق كما تشير قطع نقدية متعددة ضُربت في الإسكندرية وأنطاكيا. حيث ظهرت صور كل من أورليان ووهب اللات على عدة قطع نقدية في الاسكندرية، أورليان باللقب الامبراطوري أغسطس (بمعنى الجليل والمهيب) ووهب اللات بألقابه الاعتيادية فقط مثل دوكس (dux) أي القائد أو "ملك الملوك" أو إمبراتور(imperator).

محاولة زنوبيا

كانت جحافل زنوبيا الرومانية خلال تلك الفترة تتقدم في أنطاكيا باتجاه المضائق، حيث لا شك أنها كانت تدرك أن وحده اعتراف مجلس الشيوخ في روما من شأنه أن يخوّلها التمتع بسلطة مستقرة. لكن أورليان كان يرفض أي تقاسم للسلطة، غير أن إصراره لم يثبط همة زنوبيا التي قررت تحقيق طفرة إلى الأمام، فبعد آب ٢٧١ بقليل أخذت صور وهب اللات تظهر بمفردها على القطع النقدية تحت لقب أغسطس بينما ظهرت صور لزنوبيا نفسها بلقب أوغسطا. قرر أورليان السير إليها بجيشه، فهاجمها وعرفت جحافلها خلال العام ٢٧٢ ثلاث هزائم في معركة أنطاكيا التي وقعت بين أنطاكيا وحلب ثم في أنطاكيا نفسها وأخيراً في حمص قبل أن تقع تدمر في صيف العام نفسه، بما أن المدينة لم تكن مزودة بأي متاريس دفاعية، ولانضمام جزء من الأعيان التدمريين إلى صفوف أورليان.

بسط نفوذ أورليان

بعد أن توارت زنوبيا عن الأنظار في حالة فرار، قُبض عليها على ضفاف نهر الفرات ونقلت إلى روما لتظهر من بين انتصارات أورليان. عرفت تدمر في العام التالي (٢٧٣) تمرّداً وجيزاً تم احتواؤه بسهولة ويُعتقد أنه أدى إلى نهب المدينة جزئياً (علماً بأن الدراسات الأثرية لم تظهر أي طبقة لأي حريق متعمَّد). احتفظت المؤسسات الاستعمارية التي لم تكف عن تأدية وظائفها، بمكانتها وتم تزويد غرب المدينة بحامية عسكرية وشُيدت فيها بعد فترة عدة متاريس.